Page 32 - web
P. 32

‫أما على المستوى البشري‪ ،‬فتستفيد حركية الأشخاص عبر المملكة المغربية‬                                                              ‫مـحــــطــات‬
‫من عاملين أساسيين‪ ،‬يتعلق الأول بانسيابية المنافذ الحدودية وتنوع وسائل‬                                                           ‫عربية أمنية‬
‫الربط التي تتوفر علىها‪ ،‬أما ثاني هذه العوامل فيتعلق بوجود جالية مغربية‬
‫كبيرة بمختلف دول الفضاء الأوروبي‪ ،‬وهي الجالية التي تتميز‪ ،‬إلى جانب‬           ‫الأمنية الصادرة عنها‪ ،‬فضلا عن وجود خطوط ربط جوي مباشر بين العواصم‬
‫تلك المنحدرة من دول إفريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬بتنقل دائم بين دول المهجر‬          ‫الإفريقية ودول أمريكا الشمالية عبر المغرب‪ ،‬كانت السلطات العمومية‬
‫والإقامة ودول الأصل‪ ،‬الأمر الذي يجعل من المغرب قاعدة للتنقل متعدد‬            ‫بالمملكة المغربية حريصة على تطوير ومواكبة الإستراتيجية الوطنية لأمن‬
                                                                             ‫المنافذ الحدودية بالشكل الذي يحافظ لها على صفة الشريك الموثوق به‬
                           ‫المسارات بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط‪.‬‬           ‫ومركز الربط الدولي الذي يستجيب لأعلى المعايير الدولية في مجال أمن‬
‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬كانت المصالح الأمنية المغربية ممثلة في شرطة المنافذ‬
‫الحدودية المغربية‪ ،‬وذلك من خلال إستراتيجية ذات أربعة محاور أساسية‪،‬‬                                ‫حركية الأشخاص والبضائع على المستوى الدولي‪.‬‬
‫يمكن حصرها بشكل مختصر في عصرنة وتحديث مراكز شرطة المنافذ‬
‫الحدودية وفق المعايير المعتمدة على الصعيد الدولي‪ ،‬وخلق ديناميكية‬                  ‫الإستراتيجية الوطنية لأمن المنافذ‬
‫تفاعلىة في المراكز الحدودية‪ ،‬فض ًل عن اعتماد التكنولوجيات الحديثة في‬                                           ‫الحدودية‬
‫إدارة ومراقبة عمليات العبور إلى التراب الوطني‪ ،‬وأخي ًرا تفعيل آليات التعاون‬
                                                                             ‫تتميز منظومة إدارة مراكز الحدود على الصعيد الوطني بكونها تروم الاستجابة‬
                     ‫الدولي في مجال أمن المسافرين وحركية البضائع‪.‬‬            ‫بشكل عملياتي وآني لمجموعة من الحاجيات المستمدة من طبيعة الاقتصاد‬
                                                                             ‫والجغرافيا البشرية للمغرب كبلد مغاربي وعربي‪ ،‬يتمتع بصفة شريك متقدم‬
       ‫شرطة المنافذ الحدودية‪ ..‬مهمة‬                                          ‫بالنسبة للاتحاد الأوروبي ويتوفر على عمق إفريقي مهم‪ ،‬مكنه من حمل صفة‬
                            ‫شرطية بامتياز‬
                                                                                         ‫مستثمر رئيسي ضمن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا‪.‬‬
‫تحرص المديرية العامة للأمن الوطني على تطوير مراكز شرطة الحدود‬                ‫فمن جهة‪ ،‬يرتكز الاقتصاد المغربي على أربعة أنشطة رئيسية‪ ،‬وهي الفلاحة‬
‫على الصعيد الوطني‪ ،‬من خلال مواكبتها على المستوى المهني والتنظيمي‬             ‫والصناعات التحويلية والتركيبية الموجهة للتصدير نحو الفضاء الأوروبي‪،‬‬
‫بتحديث ضوابط العمل بها وضمان مسايرتها للتطورات المستجدة على‬                  ‫بالإضافة إلى قطاع الخدمات الذي ينافس فيه المغرب على المستوى‬
‫الصعيد العالمي‪ ،‬ثم من خلال تجهيزها بكافة وسائل العمل عالية‬                   ‫الإقليمي والدولي بقوة مستمدة من الإمكانات التي توفرها المناطق الحرة‬
‫التكنولوجيا‪ ،‬ومدها بخيرة الكفاءات المهنية التي تتوفر علىها المصالح‬           ‫الاقتصادية والبنيات التحتية التي يتوفر علىها في هذا المجال‪ ،‬فض ًل عن‬
                                                                             ‫القطاع السياحي القوي بالإمكانيات التاريخية والبنيات التحتية المهمة التي‬
                                                      ‫الأمنية الوطنية‪.‬‬       ‫تتوفر علىها المملكة كوجهة جذب مصنفة في عشر ًة المراكز الأولى على‬

                                                                                                                                   ‫مستوى العالم‪.‬‬

                                                                                                                                                      ‫‪32‬‬
   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37